لطالما كان التعلّم من خلال الاكتشاف أساسياً لتعليم الطلاب، حيث أن أفضل النتائج للأسئلة التي يقوم الطلاب بالإجابة عليها هي التي يكتشفونها بأنفسهم بدلاً من تلك التي يحفظونها من الآخرين.
حالياً يتم تطبيق تسميات معينة على هذا النوع من التعلّم، بما في ذلك “التعلّم القائم على الاستقصاء” و”التعلّم القائم على المشاريع”. وفي حين أن هذه المسميات حديثة نسبياً، إلا أن المبادئ الأساسية أقدم بكثير.
في الواقع، يشعر البعض أن التسميات هي نفس الشيء تقريباً وصعب التمييز بينها، لذلك سنقوم في مدونة هذا الأسبوع بإلقاء نظرة على الاختلافات بينهما لمساعدة المعلمين على الحصول على أفضل الميزات من كليهما.
ما هو التعلّم القائم على الاستقصاء؟
دائماً ما تبدأ هذه التقنية التعليمية بطرح الأسئلة وعرض المشكلات والتحديات، بدلاً من تقديم حقائق معروفة أو حلول جاهزة.
دورك كمُعلّم هو طرح الأسئلة على طلابك ثم تسهيل عملية اكتشاف الإجابات بأنفسهم. فمن الناحية المثالية، تنطوي هذه العملية على طرح المزيد من الأسئلة لتأكيد التعريف الحقيقي للتعلّم القائم على الاستقصاء.
غالباً ما يُستخدم التعلّم القائم على الاستقصاء في المواد العلمية حيث من المُرجح أن يكون هناك إجابة نهائية للطلاب، وذلك من خلال عملية الاستبعاد والاختبار والتجربة والخطأ، ومع ذلك يمكن تطبيقه على أي مادة على حد سواء.
ما هو التعلّم القائم على المشاريع؟
في حين أن هذه التقنية تبدأ أيضاً بتحدي أو سؤال، فإن مجالها قد يكون أوسع. فإذا كان “التعلّم القائم على الاستقصاء” يدور حول اكتشاف أو (استخراج) الإجابة، فإن “التعلّم القائم على المشاريع” يدور حول استكشاف أو (البحث عن) الإجابة.
الهدف هنا هو اكتساب الطلاب المعارف والمهارات وتطويرها من خلال العمل على نطاق واسع بالاستطلاع والبحث عن الإجابات التفصيلية للمشكلات المعقدة بدلاً من تلك السهلة واضحة المعالم. لهذا السبب غالباً ما يُستخدم التعلّم القائم على المشاريع مع الموضوعات الأدبية، والاجتماعية، والتاريخية. ومن حيث النتائج، فإنها فرصة عظيمة لطلابك لإنشاء مواد مرئية أو متعددة الوسائط.
ما هي الميزات المشتركة بين الاثنين؟
في بعض الأحيان، من المهم التراجع عن تحديد الفروق الدقيقة بين الاثنين، وتذكر الميزة الرئيسية التي يقدمونها. حيث أن كلاهما يتعلق بأهمية العملية التعليمية والتدريس، وليس مجرد تقديم المحتوى والمعرفة.
استخدام أي من هذه الطرق أو كليهما سيساعد طلابك على التفكير باستقلالية، حيث سيتمكنون من جمع المعلومات بأنفسهم وطرح الأسئلة والإجابة عليها، ومن ثم يشكّلون استنتاجاتهم الخاصة المبنية على الأدلة. في العالم الحديث القائم على المعرفة الذي نعيش فيه الآن، يمكن القول إن مثل هذه المهارات الحياتية لم تكن أكثر قيمة من أي وقت أخر.